الاثنين، 2 فبراير 2009

صحفية بحرينية


عندما قابلت مصطفى سعيد في معرض الرياض السنة الفائتة سألته لماذا لا نعرفك طالما أنك مقيم في المملكة منذ سنوات طويلة ضحك وقال لأنني عدو مع الصحافة واستأنفت السؤال بطريقة مغايرة لأقول له ماذا تعني بذلك قال لي لأن الصحافة العربية كسوق السمك والتوابل مجانية وآخر ما توقعته أن يرفض عمل لقاء صحفي معي محولا ً الموقف إلى دعابة ليقول أنه لا يعمل لقاءات صحفية إنما فقط تلفزيونية ويقر بنفسه أنه لا شيء في الوسط الثقافي ولكن تلك مبادئه ولقد فاجئني هذا الموقف منه لأنني متأكدة أنه لم يبنى تلك القناعة من لا شيء لأن أي كاتب مبتدأ مثله بحاجة لمثل هذه العلاقات لتساعده على الانتشار ولم يمر بعض الوقت حتى فهم أحدنا على الآخر عندما حان موعده في المكان المخصص للتوقيع رأيت وأنا جالسة قريباً من ركن التوقيع المشرف على التلفزيون السعودي يأمر المصور بإطفاء الكاميرا وأخذ ساعة راحة لشرب الشاي والقهوة ولأن الكاتب الموقع ليس سعودي وبعدما مرور الوقت حان دور الكاتب الذي يلي مصطفى سعيد وجدت ذلك المكان يزدحم بالصحافيين والإعلاميين وتلك الزحمة استقطبت المشترين وكل ذلك لأن الكاتب الموقع يرتدي شماغاً وعندما حانت لحظة الوداع أردت أن أسأله من فضولٍ راودني لأن النسخ التي أهداني إياها من مجموعته الظالمون ولأن شهادتي مجروحة وجدتها من أروع القصص التي قرأتها كان عليها عبارة كاتب كردي من سورية فسألته عن الأكراد ولم يكن سؤالاً فحسب لأني رأيت وجهه يشرق ويتحدث بإيمان عن القضية الكردية وعن دور الأنظمة العربية في تهميشها ثم طلب مني رقم هاتفي وانتابني هذا الشعور الذي يراودني كلما سألني أحد عن هاتفي لأن المرأة في مجتمعاتنا ينتابها هذا الإحساس دوماً لو سألها رجل عن هاتفها ولكن مع مرور الأيام وجدته يتصل فقط حتى يكمل النقاش الذي لم ينتهي ويوصل لي نسخة من رواية أكراد والتي لي رأي فيها مغاير لن أبوح به لأنه رفض عمل اللقاء وعاهدني أن أول لقاء له سيكون معي – وعندما سمعت بسحب روايته تألمت على ذلك وفرحت حين سمعت أن الرواية ستطبع طبعة ثانية قريباً وعندما طلب رأي في الرواية بسطرين لإدراجها في المدونة احترت كيف ومن أين أبدأ وأردت الأمر عفوياً مثلما بدأ . أتمنى له السعادة في أيامه القادمة وأتمنى أن لا تسحبه شاشات السينما من عالم الأدب.

ليلى

صحفية بحرينية

ليست هناك تعليقات: